املواطنة.

Transkrypt

1 املواطنة

2 الكتاب: املواطنة امل ؤولف: سامح فوزي ر سوم: حممد عبد الله الطبعة ا ألوىل 2007 سل سلة: تعليم حقوق ا إلن سان )10( النا رش: مركز القاهرة لدرا سات حقوق ا إلن سان ش 9 ر ستم جاردن سيتي القاهرة ت: )202+( فاك س: ( )202+ العنوان الربيدي: ص.ب: 117 جمل س ال شعب القاهرة الربيد اللكرتوين: info@cihrs.org املوقع اللكرتوين : لوحة الغالف: الفنان/ حممد عبد الله إاخراج وتنفيذ الغالف: ه شام أاحمد ال سيد رقم ا إليداع بدار الكتب: الرتقيم الدويل: ا آالراء الواردة بالكتاب ال تعرب بال ضرورة عن مركز القاهرة لدرا سات حقوق ا إالن سان

3 تعليم حقوق ا إلن سان )10( املواطنة سامح فوزي

4 منظمة اإقليمية غري حكومية م ستقلة تاأ س ست عام تهدف اإىل تعزيز احرتام مبادئ حقوق ا إلن سان والدميقراطية وحتليل ال صعوبات التي تواجه تطبيق القانون الدويل حلقوق ا إلن سان يف املنطقة العربية ون رش وترويج ثقاف ة حق وق ا إلن سان يلتزم املرك ز يف ذلك بكاف ة املواثيق والعهود وا إلعالنات العاملية حلقوق ا إلن سان ال صادرة عن ا ألمم املتحدة. ي سع ى املركز لتحقيق هذا اله دف من خالل تطوير واق ت رتاح ال سيا سات والبدائل الت رشيعية والد ستورية والعمل على ترويجها و سط خمتلف ا ألطراف املعنية واإ صدار الدرا سات النظرية وامليدانية والتقارير وا ألوراق التحليلية والدوري ات واملطبوعات املتخ ص صة يف جمال حق وق ا إلن سان وا ستخدام ا آللي ات الدولية وا إلقليمية والوطنية إلثارة ق ضايا حقوق ا إلن سان يف املنطقة العربية وتنظيم الدورات التعليمية وبناء القدرات وتنمية املعارف واملهارات يف جمال الدميقراطية وحقوق ا إلن سان. يتمت ع املركز بو ضع ا ست شاري يف املجل س القت صادي والجتماعي با ألمم املتحدة و صفة مراقب باللجنة ا ألفريقية حلقوق ا إلن سان وال شعوب وع ضوية ال شبكة ا ألورومتو سطية حلقوق ا إلن سان وال شبكة الدولية لتبادل املعلومات حول حرية التعبري )ايفيك س(. مدير الربامج معتز الفجريي مدير املركز بهي الدين ح سن امل ست شار ا ألكادميي حممد ال سيد سعيد

5 فهر س مقدمة... معنى املواطنة... نظرات على املواطنة يف مüرص... عوائق املواطنة القانونية... اإTشكاليات املواطنة الùسياSسية... ملاذا اأكون»مواطنا «... املواطنة املرفوVضة... اأريد املواطنة...

6 6

7 مقدمة املواطنة هي متتع الûشخüص بحقوق وواجبات وممارSستها يف بقعة جغرافية معينة لها حدود حمددة تعرف يف الوقت الراهن بالدولة القومية احلديثة التي تùستند اإيل حكم القانون. يف دولة املواطنة جميع املواطنني متùساوون يف احلقوق والواجبات ال متييز بينهم بùسبب االختالف يف الدين اأو النوع اأو اللون اأو العرق اأو املوقع االجتماعي...الخ. وبالتايل ف إان القانون يحقق املùساواة داخل املجتمعات ويفرVض النظام ويجعل العالقات بني البûرش»متوقعة«اأي جتري وفق تüصور مùسبق يعرفه ويرت ضيه اجلميع. 7

8 هذه املواطنة تعرب عن نفùسها علي اأرVض الواقع يف مûشاركة املواطنني يف الûس أان العام. يûشاركون بالراأي والüصوت االنتخابي وممارSسة املنüصب الùسياSسي. ترتبط هذه املûشاركة بعمق انتمائهم للوطن الذي يعيûشون فيه واSستعدادهم دائما- للعمل علي رقيه وتقدمه. وال تكتمل املùساواة القانونية واملûشاركة الùسياSسية اإال ب أامرين: ا أالول وVضع اجتماعي اقتüصادي يحقق للمواطن احتياجاته ا أالSساSسية ويجعله يتمتع مبوارد جمتمعه علي قدم املùساواة مع غريه. وا أالمر الثاين م ؤوSسùسات تعليمية وتربوية تنûشئ ا أالجيال املتالحقة علي قيم املواطنة واملùساواة واحلرية وقبول ا آالخر والتنوع. هناك جمموعات كثرية من املواطنني يûشكون من عدم متتعهم بحقوق املواطنة كاملة قانونيا وSسياSسيا واجتماعيا. وهناك عقبات كثرية تعرتVض Sسبيل املواطنني يف Sسعيهم لنيل حقوق املواطنة غري منقوUصة ولكن ا أالمر يحتاج اإيل رحلة كفاح وSسعي دءوب. - املواطنة ليùست منحة بل ن ضال. - املواطنة ليùست هبة بل مùسئولية. - املواطنة ليùست ثابتة بل مùستمرة. يحاول هذا الكتيب ا إالجابة عن ا أالSسئلة ا أالSساSسية املتعلقة باملواطنة. سامح فوزي

9 ) 1 ( معنى املواطنة يعني اأن تكون مواطنا يف جمتمع ما عددا من املفاهيم ا أالSساSسية: 1 -و ضع قانوين: اأبùسط معاين املواطنة هو اأن تكون ع ضوا يف جمتمع SسياSسي معني اأو دولة بعينها. القانون ي ؤوSسùس الدولة ويخلق املùساواة بني مواطنيها ويرSسي نظاما عاما من حقوق وواجبات تùرسي علي اجلميع دون تفرقة. وعادة ما تكون»رابطة اجلنùسية«معيارا اأSساSسيا يف حتديد من هو املواطن ويüصبح تبعا لذلك املتمتع باجلنùسية املüرصية هو مواطنا مüرصيا ومن حüصل 9

10 علي اجلنùسية ا أالمريكية هو مواطن اأمريكي ومن م نح اجلنùسية الفرنùسية فهو مواطن فرنùسي...الخ. وت ضع كل دولة القواعد القانونية التي تنظم منح جنùسيتها ل أالفراد. يف مüرص حتى وقت قريب كانت اجلنùسية املüرصية متنح أالبناء املüرصي املتزوج من مüرصية وكذلك اأبناء املüرصي املتزوج من اأجنبية يف حني يغلق باب احلüصول علي اجلنùسية املüرصية اأمام اأبناء املüرصية املتزوجة من اأجنبي. كان املüرصي اإذا تزوج من اأجنبية متنح الدولة اأبناءه اجلنùسية املüرصية تلقائيا اأما املüرصية التي تزوجت اأجنبيا حتى لو كان عربيا ف إان اأوالدها يظلون اأجانب يف نظر الدولة حتى لو عاTشوا طيلة حياتهم يف مüرص. هذا الوVضع جري تüصحيحه منذ Sسنوات بحيث اأUصبح اأبناء املüرصية املتزوجة من اأجنبي يحüصلون -وفق Vضوابط معينة- علي اجلنùسية املüرصية اأSسوة ب أابناء املüرصي املتزوج من اأجنبية. ويرتتب علي املواطنة القانونية اأي حمل جنùسية دولة ما- ثالثة اأمناط من احلقوق والواجبات: الùسياSسية واملدنية واالقتüصادية-االجتماعية. تûشمل احلقوق الùسياSسية احلق يف االنتخاب والرتTشيح والتنظيم.. اأهم احلقوق املûشاركة يف االنتخابات ترTشيحا وتüصويتا واأهم الواجبات دفع ال رضائب املùستحقة علي كل مواطن وفق القوانني وا إالجراءات ال رضيبية املعمول بها. تنطوي احلقوق املدنية علي كل من احلريات الûشخüصية واحلق يف ا أالمان واخلüصوUصية واالجتماع واحلüصول علي املعلومات ف ضال عن حرية االعتقاد والتعبري. ويف قلب احلقوق املدنية ت أاتي حرية تûشكيل تنظيمات مدنية ا أالحزاب 10

11 والنقابات واملنظمات غري احلكومية- وحرية االنتقال واحلركة واملقاومة الùسلمية واحلق يف حماكمة عادلة. اأما احلقوق االقتüصادية- االجتماعية فهي تûشمل ليùس فقط احلق يف امللكية ولكنها متتد اإيل احلقوق املرتبطة مبمارSسة العمل مثل احلüصول علي اأجر عادل وعطلة دورية واحلق يف ا إالVرضاب والتفاوVض اجلماعي. يف هذا الùسياق يتعني وجود Sسلطة ق ضائية مùستقلة قادرة علي حماية حقوق ا أالفراد من اأي افتئات عليها Sسواء من جانب خمتلف اأجهزة الدولة اأو علي يد ا أالفراد اأنفùسهم يف عالقاتهم بع ضهم بع ضا. هذا اإيل جانب منظمات فاعلة للمجتمع املدين- وبا أالخüص املنظمات احلقوقية وا إالعالمية- التي تنه ض دائما علي حماية حقوق ا أالفراد وUصيانتها والكûشف عن جميع Uصور االنتهاك الذي قد يتعرVضون له. 2 -م شاركة يف احلياة العامة: ثاين معاين املواطنة يتمثل يف املûشاركة يف احلياة العامة. وعادة ما يûشار اإيل ذلك ب»املواطنة الفعالة«وتûشمل جماالت كثرية ميكن تüصنيفها كا آالتي: انتخابات حرة 1( انخفاVض القيود القانونية املفروVضة علي دخول الفاعلني الùسياSسيني- ا أالحزاب الùسياSسية مثال- جمال املنافùسة الùسياSسية. 2( حرية حركة»ذات اعتبار«لكل الفاعلني الùسياSسيني حزبيني كانوا اأو غري حزبيني إالطالق حمالتهم االنتخابية 11

12 والرتويج لرباجمهم واآرائهم. 3( انتفاء وجود اأية قيود اأو تهديد من اأي نوع للناخبني يف ممارSسة حق التüصويت. 12

13 4( اأن يكون العائد النهائي من االنتخابات ذا»معني«واملقüصود هنا اأن ميتلك ا أالفراد امل نتخ بون القدرة علي ممارSسة Sسلطتي الربملان يف التûرشيع والرقابة. اإذا افتقروا اإيل ذلك تüصبح االنتخابات ذاتها بال معني رغم اأنها قد تكون جرت بûشكل دميقراطي. حرية»املرTشحني«5( حرية ا إالعالن عن الربامج. 6 (حرية احلركة يف خمتلف الدوائر االنتخابية. 7( حرية االجتماع والتنظيم. انتخابات نزيهة 8( تدار من خالل» Sسلطة حمايدة«SسياSسيا متتلك الكفاءة واملوارد التي تعينها علي التüصدي لعمليات التزوير اأو» Sرسقة العملية االنتخابية«من جانب الùسلطة اأو اأي قوي SسياSسية اأخري. 9( تعامل اأجهزة الدولة- با أالخüص الûرشطة واجليûش واملحاكم- املرTشحني علي قدم املùساواة دون اأي اعتبار ملوقفهم الùسياSسي. 10( متتع كل املرTشحني باملùساواة الكاملة يف ا إالعالن عن براجمهم من خالل وSسائل ا إالعالم. ويف بع ض احلاالت بùسبب هيمنة احلزب احلاكم علي مقاليد احلكم لفرتات طويلة وما يرافق ذلك من تûشويه متعمد اأحيانا للمعارVضة يüصبح التواUصل مع اجلمهور عرب وSسائل ا إالعالم»اأمرا حتميا«. 11( ال يجب اأن يخل تقùسيم الدوائر االنتخابية مبوقف املعارVضة يف االنتخابات لüصالح الùسلطة احلاكمة. 13

14 12( Vضمان حق الناخب يف ا إالدالء بüصوته دون عقبات اإدارية اأو تنظيمية واأن تتخذ كافة ا إالجراءات للحفاظ علي Sرسية عملية التüصويت. 14

15 13( جتري عملية فرز ا أالUصوات يف اأجواء من الûشفافية الكاملة واأن توجد اآلية حمايدة ومعلنة لتùسوية املûشكالت والنزاعات املرتتبة علي العملية االنتخابية. من هنا ف إان املواطنة الفعالة ال تûشمل فقط حقوقا وواجبات علي املواطن مدرجة بالقانون لكنها تذهب اإيل اأبعد من ذلك- اأي حتديد معايري الùسلوك ا أالخالقية واالجتماعية التي يتوقعها كل جمتمع من مواطنيه. وعادة ف إان احلقوق والواجبات املكفولة للمواطنني ونوعية الùسلوك املرغوب من كل مواطن تûشكل جماال واSسعا من النقاTش واجلدل يف احلياة العامة ويربز يف هذا الüصدد العديد من ا آالراء املختلفة. يف جمال ممارSسة املûشاركة يف احلالة املüرصية- ترTشيحا وانتخابا- البع ض يري اأن املùسيحيني يعانون من مûشكالت مرتتبة علي انتمائهم الديني والبع ض ا آالخر يري اأن ا أالمر مبالغ فيه. فريق يري اأن حقوق املواطنة اخلاUصة باملراأة منتقüصة يف حني يذهب اآخرون اإيل اأن املراأة مùساوية للرجل ويف بع ض املواقع تتقدم عليه. كل ذلك وغريه يûشكل حيزا كبريا من النقاTش يف وSسائل ا إالعالم. قد يزداد اأو ينقüص من فرتة أالخرى حùسب طبيعة ما يثار من مûشكالت وما يقع من اأحداث. 3 -الع ضوية ال سيا سية : ثالث معاين املواطنة هو»الع ضوية يف جمتمع SسياSسي معني«وهو ما يعادل االنتماء الوطني اإيل دولة اأو كيان SسياSسي بعينه. ميùس ذلك ق ضية» Sسيكولوجية«مهمة هي الûشعور باالنتماء للوطن وليùس جمرد ا إالقامة فيه. 15

16 هناك من املüرصيني من يحمل اجلنùسية املüرصية- اأبا عن جد- لكنه ال يûشعر باالنتماء للكيان املüرصي اإما بùسبب عدم 16

17 حüصوله علي حقوقه املختلفة يف املجتمع اأو ما يواجهه من متييز وUصعوبات علي اأرVض الواقع واأحيانا بùسبب تزايد الفùساد الذي ي ضعف»الروح الوطنية«العامة بحيث ت ضطر اأن تدفع ما يزيد علي قيمة اخلدمة العامة حتى حتüصل عليها رغم اأن هذا حق لك. كل ذلك يجعلك يف النهاية تفتقد- Tشعورا وفعال- االنتماء للوطن. 17

18 يرتبط الûشعور باالنتماء اإيل الوطن بالتكامل االجتماعي. يعني ذلك اإذا Tشعر ا أالفراد- املختلفون يف الدين واملذهب والثقافة واخللفية االجتماعية واالرتباط الùسياSسي- باالنتماء اإيل الوطن ف إان ذلك ي ؤودي-تلقائيا- اإيل اندماج وانüصهار كل املواطنني معا يف كيان SسياSسي واحد دون تفرقة بينهم. 18

19 اأما اإذا غاب اأو Vضعف الûشعور باالنتماء اإيل الوطن ف إان ذلك ينعكùس Sسلبا علي التكامل االجتماعي. يف هذه احلالة يûشعر ا أالفراد ب أان الوطن مل يعد لهم والهوية الوطنية مل تعد تùستوعبهم فيتجهوا مباTرشة اإيل ما نطلق عليه»الوالء ا أالVضيق«- اأي االحتماء بالقبيلة والعûشرية واجلماعة الدينية واملùسجد والكنيùسة. يüصبح االنتماء اإيل»اجلماعة ا إالSسالمية«يùسمو علي االنتماء للوطن بالنùسبة للمùسلم وتتحول»الكنيùسة«اإيل عامل مüصغر يعيûش فيه املùسيحي يتعلق به وينتمي اإليه علي حùساب االنتماء الوطني الûشامل. 4 -الرفاهة االجتماعية: يûشمل رابع معاين املواطنة حق كل مواطن يف احلüصول علي فرUص متùساوية لتطوير جودة احلياة التي يعيûشها. ويتطلب ذلك توفري اخلدمات العامة للمواطنني وبخاUصة الفقراء واملهمûشني واإيجاد Tشبكة اأمان اجتماعي حلماية الفئات املùست ضعفة يف املجتمع واأن يظل لها Uصوت يف الت أاثري علي الùسياSسات العامة. يف اأحيان كثرية يحد الوVضع االقتüصادي من حرية متتع املواطن بحقوق املواطنة ومن قدرته علي املûشاركة يف الûس أان العام. ال يتمتع الفقراء بحقوق املواطنة كاملة والùسبب يف ذلك يعود اإيل Vضعف قدرتهم علي املطالبة بحقوقهم ومواجهة اأي متييز يواجههم وامتالك»الüصوت«الذي ميكن من خالله اأن يجعلوا مطالبهم مùسموعة عند Uصانع القرار. يف املجتمع املüرصي اإذا كنت فقريا فلن تتمكن مثال من حتمل تكلفة اللجوء اإيل املحاكم ولن يكون يف اSستطاعتك مواجهة اأي 19

20 انتهاك حلقوقك يف قùسم Tرشطة اأو مüصلحة حكومية...الخ. يف احلالة املüرصية هناك مûشكالت حقيقية تتعلق مبمارSسة املواطنة االجتماعية Sسواء فيما يتعلق بتفûشي الفقر والذي يطول نحو نüصف الùسكان ي ضاف اإليهم الطبقة الوSسطي 20

21 املت آاكلة والذين يعدون يف ا أالدبيات احلديثة»الفقراء اجلدد«. يرتبط بذلك تراجع مùستوي اخلدمات االجتماعية املقدمة للمواطنني وتزايد معدالت البطالة وارتفاع ا أالSسعار وانخفاVض قيمة العملة الوطنية وتفûشي الفùساد وهو ما يùسبب ت آاكل موارد الدولة وTشيوع ا إالحباط يف ا أالوSساط العامة. 21

22 ويعاين املجتمع املüرصي من وجود حالة تتعمق يوما بعد يوم هي ارتباط املواطنة بالرثوة. فمن ميلك يùستطيع اأن يتمتع بحقوق املواطنة. والعكùس Uصحيح. ويف هذا الüصدد ف إان من ميلك املال يùستطيع اأن يجد معاملة اأف ضل علي يد م ؤوSسùسات الدولة وميارSس Sسلوكا ونفوذا SسياSسيا اأف ضل ممن ال ميلك هذا اإيل جانب التمتع مبكانة جمتمعية اأف ضل من غريه. 22

23 -5 سلوك تعليمي: يûشري خامùس معاين املواطنة اإيل»ا أالنûشطة التعليمية«التي تùساعد املواطنني علي اأن يكونوا مواطنني فاعلني مûشاركني يتüرصفون مبùسئولية جتاه جمتمعهم وTرشكائهم يف املواطنة. وهو اأمر حتتاج اإليه الدول الدميقراطية التي ال يùستطيع النظام اأن يعمل بها بكفاءة دون مûشاركة مواطنيها علي نطاق واSسع. ولكن هذا النمط من الفعالية واملûشاركة من جانب املواطنني ال ينûس أا تلقائيا اأو مüصادفة بل يحتاج اإيل جهد تعليمي ممتد يûشمل كل ا أالفراد يف كل م ؤوSسùسات املجتمع التي تعني بالتنûشئة ويùستمر طيلة عمر ا إالنùسان. يعرف ذلك مبùسمي»تعليم املواطنة«اأو»التعليم من اأجل املواطنة«. يûشمل ذلك نطاقا واSسعا من التعليم بدءا من مناذج الùسلوك واأمناط التفكري التي يتعلمها الفرد يف ا أالSرسة مرورا باجلماعات التي تهتم بالتنûشئة مثل جماعات الرفاق وامل ؤوSسùسات الدينية وانتهاء مب ؤوSسùسات التعليم الرSسمي وحتديدا املدرSسة واجلامعة. وعادة ما يرجى من»تعليم املواطنة«اأن يùساعد ا أالفراد علي اأن يكونوا واثقني يف اأنفùسهم يواجهون التمييز واالSستبعاد بûشجاعة ويكون لهم Uصوت يف تقرير Tشئون مدارSسهم واحلي الذي يعيûشون فيه واملجتمع ب أاSرسه واأخريا يكون لهم اإSسهام يف تطوير جودة احلياة يف املجتمع Sسواء بالراأي اأو اخلربة اأو بالعمل ا إالبداعي...الخ. نظرة شاملة هذه املعاين املتنوعة ملفهوم املواطنة متكاملة متداخلة يüصعب الفüصل بينها. 23

24 1 -اإذا Tشعر املواطن باالنتماء اإيل جمتمع SسياSسي معني كان Sسباقا بال رضورة اإيل املûشاركة يف تقرير Tشئونه والعمل علي تطوير جودة احلياة فيه. والعكùس Uصحيح. 2 -اإذا تعلم الûشخüص كيف يحيا مواطنا متفاعال واعيا مûشاركا ف إان ذلك Sسوف ي ؤودي اإيل اأن يûشارك بفعالية يف احلياة العامة بحيث تüصبح املûشاركة»اأSسلوب حياة«اأكرث منها 24

25 »معلومات«يتعلمها ويرددها. 3 -اإذا حتققت املùساواة يف احلقوق والواجبات بني املواطنني بغ ض النظر عن االختالف يف اللون اأو الدين اأو اجلنùس اأو العرق اأو النوع ف إان ذلك ي ؤودي-تلقائيا- اإيل ارتفاع الûشعور الوطني لدي كل املواطنني وهو ما ينعكùس -اإيجابيا- علي مùستوي التكامل االجتماعي يف املجتمع. 4 -يرتبط حتقيق املواطنة»الùسياSسية«- اأي املûشاركة يف احلياة العامة باملواطنة»االجتماعية«- اأي التمتع بالوVضع االجتماعي الالئق. ف إاذا ت ضاءلت القدرات املالية للûشخüص ف إان هذا يدفعه اإيل العمل ليل نهار لتوفري احتياجاته ال رضورية ولن يجد وقتا ملمارSسة العمل الùسياSسي. واإذا كان الرتTشيح يف االنتخابات وما يرافقه من اإنفاق مايل»مذهل«علي احلملة االنتخابية اأUصبح اأحد االTشرتاطات ا أالSساSسية للعب دور SسياSسي يف املجتمع ف إان الفقراء -بال رضورة- Sسيكونون خارج Sسياق املنافùسة الùسياSسية ويحرمون بالتايل من فرUصة التمثيل الùسياSسي. يف اخلربة ا أالوربية تطور مفهوم املواطنة حùسب تùسلùسل بداأ فيه بالقانوين ثم الùسياSسي ثم االجتماعي. اأعني بذلك اأن املواطن حüصل اأوال علي املùساواة القانونية وVضمانات املحاكمة العادلة ثم اجته للحüصول علي احلق يف املûشاركة الùسياSسية واأخريا اأخذ مفهوم املواطنة اأبعادا اجتماعية يف ظل.Welfare State مفهوم دولة الرفاهة Sسيادة 25

26 اأما يف اخلربة املüرصية ف إانه من الüصعب القول اإن هناك مثل هذا الرتتيب التüصاعدي يف نيل حقوق املواطنة. وال يزال هناك Sسعي لتحقيق املواطنة علي ا أالUصعدة الثالثة معا حيث مل يكتمل حتقيق اأي من اأبعادها بüصورة Tشاملة حتى يتùسنى االنتقال للبعدين ا آالخرين. 26

27 ) 2 ( نظرات على املواطنة فى م صر املواطنة ليùست مفهوما جامدا بل متطور ينمو ويتقدم حùسب حالة التطور القانوين والùسياSسي واالجتماعي يف املجتمع. من هنا ف إان»املواطنة«متثل ذاكرة تاريخية ترUصد حركة املواطنني جتاه احلرية والùسلطة ولكنها يف نفùس الوقت حية معاTشة ترتبط بتطور املجتمعات. بداأت مüرص معرفتها باملفاهيم احلديثة يف بناء الدولة واملجتمع عندما تعمق اتüصالها بالغرب من خالل احلملة الفرنùسية علي مüرص ) م( تال ذلك حقبة حاول خاللها حاكم مüرص حممد علي ) م( اإنûشاء دولة 27

28 حديثة وهو الùسعي ذاته الذي Tشكل هاجùسا يف معظم الفرتات خالل القرن التاSسع عûرش علي يد بع ض خلفائه. ميكن خالل هذه الفرتة اأن نقف اأمام عدد من املحطات ا أالSساSسية:- 1 -تكوين جيûش ملüرص قوامه من املüرصيني يف جتربة هي ا أالويل منذ انتهاء الدولة املüرصية القدمية. تويل املüرصيون اأمر الدفاع عن اأنفùسهم بعد اأن كانت اجليوTش قوامها اإما من الغزاة الذين تعاقبوا علي حكم مüرص اأو املرتزقة. كان اجليûش يف البداية من الفالحني املùسلمني اأVضيف اإليهم بعد ذلك ا أالقباط املüرصيون عام 1855 م بعد ا إالعالن رSسميا عن اإSسقاط اجلزية عنهم. وقد اعتربوا منذ هذه اللحظة مواطنني لهم حقوق املواطنة كاملة اأSسوة بûرشكائهم يف املواطنة من املùسلمني. ويري الباحثون اأن هذا التحول املهم اأSسهم يف تدعيم انتماء املüرصيني كمواطنني- بالوطن واأرSسي بذلك املعني الùسيكولوجي اخلاUص باملواطنة قبل اأن ميارSس املواطنون حقوقهم القانونية والùسياSسية ويتمتعوا باخلدمات العامة بûشكل واVضح. اأكد ذلك قانون القرعة العùسكرية الذي Uصدر عام 1880 م والذي مبوجبه Uصارت اخلدمة العùسكرية التزاما علي كل مüرصي دون متييز ديني اأو اجتماعي. S-2 سفر العديد من الطالب املüرصيني يف بعثات اإيل دول اأوربا وبخاUصة فرنùسا- طلبا للعلم. ه ؤوالء املبعوثون عادوا يحملون اأفكارا حديثة يف بناء الدولة واملجتمع مùستمدة يف ا أالSساSس من خربة املجتمع ا أالوربي احلديث الذي يقوم علي م ؤوSسùسات SسياSسية ومواطنني لهم حقوق املواطنة كاملة يûشاركون يف احلياة العامة ويجمعهم رغم االختالف بينهم يف 28

29 الدين اأو اللغة اأو اللون انتماء وطني جامع للدولة التي يعيûشون فيها. نذكر منهم علي Sسبيل املثال الûشيخ رفاعة الطهطاوي ) م( الذي Sسافر اإماما للبعثة العùسكرية املüرصية لت أادية الûشعائر الدينية ا إالSسالمية يف الفرتة من م لكنه مل يكتف بهذا الدور بل نهل من املعارف احلديثة وعاد بر ؤوية حتديثية لوطنه. ولكن من املالحظ اأن فكرة»الوطن«التي حاول الطهطاوي اSستنباتها يف الرتبة املüرصية مل تكن تعبريا عن مفهوم املواطنة يف الفكر الغربي بل كانت مت أاثرة مبفهوم»الوطن ا إالSسالمي«. ويف كل ا أالحوال ف إان نûرش هذه ا أالفكار احلديثة- حتى اإن مل تكن يف ثوب مدين- اأدي الحقا اإيل تطورات مهمة يف العقل الùسياSسي والقانوين املüرصي. 3 -اإنûشاء م ؤوSسùسات SسياSسية حديثة. نûس أا اأول برملان يف اخلربة املüرصية باSسم»جملùس Tشوري النواب«عام 1866 م. دخل هذا املجلùس املüرصيون- مùسلمون ومùسيحيون- باالنتخاب. تبع ذلك اإنûشاء اأول وزارة مùسئولة SسياSسيا اأمام الربملان. امللفت اأن ا أالقباط اSستطاعوا اأن يدخلوا باالنتخاب اأول برملان- يف اخلربة املüرصية يف منتüصف القرن التاSسع عûرش يف حني اأنه بات من الüصعب عليهم اأن يدخلوا الربملان باالنتخاب يف اأواخر القرن العûرشين. يف االنتخابات الربملانية عام 1995 م فلم ينجح قبطي واحد. 4 -ت أاSسيùس العديد من م ؤوSسùسات املجتمع املدين احلديثة. وتتمثل يف اجلمعيات ا أالهلية ثم ا أالحزاب الùسياSسية التي عكùست التيارات الùسياSسية الùسائدة وقتئذ واإن ظلت ق ضية التخلüص من االحتالل الربيطاين الذي بداأ عام 1882 م ق ضية حمورية يف 29

30 برامج ا أالحزاب والتجمعات الùسياSسية والüصحف واملجالت التي كانت تüصدر وقتئذ والSسيما يف نهاية ذلك القرن الذي Tشهد كذلك نûشوء اأول تنظيم نقابي عام 1899 م. وTشهد النüصف ا أالول من القرن العûرشين حماوالت دءوبة لت أاSسيùس املواطنة علي املùستوي اجلماهريي. حتقق ذلك يف اأول ثورة Tشعبية عرفتها مüرص عام 1919 م. كان لها اأثر فعال علي املùستويني املحلي والعاملي. تبع ذلك وVضع اأول دSستور دائم عام 1923 م. الذي ت ضمن العديد من املبادئ التي تüصب مباTرشة يف دعم مفهوم املواطنة. نüص الدSستور علي اأن»ا أالمة مüصدر الùسلطات«واأن «املواطنني Sسواء اأمام القانون بüرصف النظر عن االختالف يف الدين اأو اجلنùس اأو اللغة اأو العرق... الخ«. اأقر الدSستور حقوق املواطنة كاملة للمüرصيني. وSسارت الدSساتري التي تعاقبت بعد ذلك وUصوال اإيل الدSستور احلايل عام 1971 م علي هذا النحو. Tشهدت هذه الفرتة- التي يطلق عليها امل ؤورخون- العهد الليربايل ) م( اSستعادة للتجربة احلزبية التي توقفت اإبان احلرب العاملية ا أالويل رافقتها حرية اإعالمية وليربالية فكرية. ولكن على الرغم من تنوع احلياة الùسياSسية والفكرية ف إان ا أالحزاب التي تعاقبت علي احلكم فûشلت يف حل مûشكلة االSستعمار والتفاوت الطبقي احلاد وانتûشار الفùساد مما عجل بùسقوط النظام امللكي وقيام ثورة 23 يوليو عام 1952 م. اجته النظام الثوري اجلديد اإيل حل اأهم مع ضلتني هما االSستعمار وغياب العدالة االجتماعية. وقد اSستطاع التعامل مع املûشكلة ا أالويل من خالل جالء القوات الربيطانية عن مüرص 30

31 واجته اإيل حل اإTشكالية غياب العدالة االجتماعية من خالل قوانني ا إالUصالح الزراعي والùسياSسات االTشرتاكية وهو ما اأدي اإيل نûشوء طبقة وSسطي قوية. من هنا يعترب كثري من الباحثني العهد ا أالول للثورة اإبان حكم الرئيùس جمال عبد الناUرص ) م( حتقيقا للمواطنة يف بعدها االجتماعي. ولكن حدثت انتكاSسة يف 31

32 حتقيق املواطنة علي الüصعيد الùسياSسي. فقد قام النظام بحل ا أالحزاب الùسياSسية واأSسùس بدال منها التنظيم الùسياSسي الواحد وقام بحüصار منظمات املجتمع املدين اأبرز Uصوره اإخ ضاع اجلمعيات ا أالهلية للرقابة الكاملة من جانب وزارة الûشئون االجتماعية اآنذاك فيما عرف بالقانون رقم 32 لùسنة 1964 م. اأثر ذلك Sسلبا علي معدالت مûشاركة املüرصيني يف احلياة العامة. هذا ف ضال عن تعرVض قطاعات من املعارVضني اإيل تعنت من جانب النظام الناUرصي. ويري كثري من الباحثني اأن حقبتي اخلمùسينيات والùستينيات من القرن العûرشين حملتا العديد من املكاSسب للمراأة املüرصية. على الرغم من قيام الدولة بحل االحتاد النùسائي املüرصي عام 1956 م علي اإثر قيام جمموعة من الùسيدات بزعامة درية Tشفيق مطالبات باحلقوق الùسياSسية للمراأة ف إان الدولة ما لبثت اأن منحت املراأة املüرصية حقوقها الùسياSسية مثل احلق يف االنتخاب وحق الرتTشيح يف العام نفùسه مبقت ضي دSستور عام 1956 م. ودخلت اأول نائبة مüرصية الربملان عام 1957 م وعينت اأول وزيرة مüرصية عام 1962 م. مل يكن الوVضع خمتلفا بالنùسبة ل أالقباط. فقد ت رضر النûشاط االقتüصادي للراأSسمالية القبطية والنûشاط الùسياSسي للنخبة القبطية اأSسوة بالنخب املùسلمة من جراء عمليات الت أاميم واملüصادرة علي الüصعيد االقتüصادي وحل ا أالحزاب الùسياSسية ويف مقدمتها حزب الوفد- الوعاء احلزبي التاريخي ل أالقباط- علي الüصعيد الùسياSسي. وعلى الرغم من ذلك ف إان حقبتي اخلمùسينيات والùستينيات مل تûشهدا Uصعودا للتوترات الطائفية 32

33 بل علي العكùس Tشهدت مدا وطنيا عاما واSستفادت الطبقة الوSسطي القبطية من الùسياSسات الناUرصية وملعت اأSسماء من التكنوقراط ا أالقباط الذين انخرطوا يف املûرشوع الناUرصي SسياSسا واقتüصاديا. ولكن Sسيظل من اأبرز النتائج الùسلبية التي ترتبت علي هذه املرحلة التاريخية بالنùسبة ل أالقباط هو ابتداع النظام 33 التطرف

34 الناUرصي مبداأ التعيني يف املجالùس النيابية ل ضمان متثيل ا أالقباط SسياSسيا ومل يجتهد بالقدر الكايف الSستمرار التقاليد الùسياSسية التي Sسادت مرحلة ما قبل الثورة التي كانت تûشهد دخول ا أالقباط بالربملان عرب اآلية االنتخاب وليùس التعيني. وال يزال املجتمع الùسياSسي يجني ثمار هذا التغيري يف اأSسلوب متثيل ا أالقباط SسياSسيا ومل يعد من اليùسري جناح ا أالقباط يف االنتخابات العامة. يف منتüصف الùسبعينيات حدث حتول Tشامل يف التوجهات الرئيùسية للùسياSسة املüرصية يف عهد الرئيùس الùسادات ) م( خارجيا جري االنفتاح علي الغرب وبخاUصة الواليات املتحدة وداخليا التحول نحو اقتüصاد الùسوق واSستعادة التعددية احلزبية وحرية اإUصدار الüصحف. ولكن ظلت القوانني التي حتكم احلياة الùسياSسية مقيدة للفعل الùسياSسي احلر واأدي Uصعود ا إالSسالم الùسياSسي اإيل حالة اSستنفار Tشامل يف املجتمع وما رافق ذلك من تüصاعد العنف Vضد املواطنني املùسيحيني واملبدعني ورجال الûرشطة وكبار املùسئولني يف الدولة والùسياح ا أالجانب واإنتاج خطاب ديني متûشدد يكفر ا آالخر الديني املختلف ويحط من Tس أان املراأة املüرصية من خالل اإعادة النظر يف املراكز القانونية وا أالدوار املجتمعية لكل من املùسيحيني واملراأة. وهو خطاب بداأ -ل أالSسف- يتùسلل اإيل القطاع العري ض من املجتمع املüرصي الذي يتمتع- تاريخيا- بخربة تعايûش وانùسجام بني خمتلف مكوناته. ارتبط ذلك بحالة من التلك ؤو احلكومي يف اإجناز التحول الدميقراطي احلقيقي. ومع انحùسار موجة العنف ا أالUصويل منذ عام 1997 م عاد املجتمع 34

35 من جديد يتحدث عن خطاب املواطنة وا إالUصالح الùسياSسي والتحول الدميقراطي واأUصبح هناك ما يûشبه التوافق بني خمتلف مكونات املجتمع علي Vرضورة التغيري الùسياSسي يف اجتاه مزيد من الدميقراطية ومûشاركة املواطنني. وهو ما عرب عن نفùسه يف التغيريات الùسياSسية التي Tشهدها عاما 2004 م و 2005 م يف انتخابات رئاSسية بني عدة مرTشحني وبرملانية ف ضال عن تغيري بع ض القوانني اخلاUصة باملمارSسة الùسياSسية واإن كل ذلك مل يكن له مردود يف اإحùساSس املüرصيني بتمتعهم بحقوق املواطنة. وبüصفة عامة ف إان حدوث حتول يف منتüصف الùسبعينيات وما تالها يف الùسياSسات االقتüصادية Uصوب اقتüصاد الùسوق دون وجود طبقة راأSسمالية راSسخة ودولة قوية قادرة على اإجناز املهام التنموية واملجتمعية وا إالنùسانية اأدي اإيل ت آاكل الطبقة الوSسطي التي ت أاSسùست يف اخلمùسينيات والùستينيات وهو ما نال من حقوق املواطنة االجتماعية لقطاع عري ض من املواطنني بحيث باتت املكانة الùسياSسية واملجتمعية للûشخüص ترتبط بامللكية اأكرث من ارتباطها مب ؤوTرشات التح رض االجتماعي املتمثلة يف التعليم والثقافة والعمل اجلاد. 35

36 36

37 ) 3 ( عوائق املواطنة القانونية غياب القدرة علي التمتع باملواطنة القانونية اأي املùساواة يف احلقوق والواجبات ال تقتüرص علي فئة دون اأخري يف املجتمع املüرصي. هناك العديد من اجلماعات التي تعاين من عدم املùساواة القانونية الكاملة وتûشعر بالغنب وفق اأSسùس خمتلفة. هناك متييز علي اأSساSس ديني )مùسيحي- اإSسالمي( اأو مذهبي ) Sسني- Tشيعي( اأو نوعي )امراأة- رجل( اأو مناطقي )ريفي- ح رضي( اأو اجتماعي )اأغنياء- فقراء(. من هنا ف إانه من ال رضوري عند النظر اإيل هذا ا أالمر الوقوف علي الüصورة كاملة- اأي املûشهد املüرصي برمته ثم بعد ذلك اخلوVض يف 37

38 مالمح الüصورة والتعرف علي هموم اجلماعات املختلفة يف املûشهد اخلاUص الذي تعيûشه. 38

39 ال صورة العامة 1. هناك تùسا ؤول اأSساSسي ورئيùسي حول وظيفة القانون يف املجتمع املüرصي والذي بات منذ ثورة 1952 م وحتى وقتنا احلاVرض يùستخدم بوUصفه»اأداة«لفرVض واقع اقتüصادي واجتماعي وSسياSسي معني اأكرث من كونه وSسيلة لتحقيق املùساواة بني القطاعات املختلفة يف املجتمع. اأدي ذلك اإيل ما ميكن تùسميته ب»تخمة قانونية«حيث حتول النظام القانوين اإيل غابة من التûرشيعات املت ضاربة واملتناق ضة يف كثري من ا أالحيان وهو ما اأدي- يف جانب منه- اإيل اإهدار العدالة وفقد القانون هيبته الSسيما اأن عملية التûرشيع ذاتها باتت تفتقر اإيل املهنية وTشيوع الرغبة يف» Sسلق القوانني«واللجوء يف بع ض القوانني خاUصة التي تتüصل باحلقوق املدنية والùسياSسية اإيل Uصياغات ذات طبيعة»مطاطة«و«ف ضفاVضة«ميكن يف اأي حلظة اSستخدامها يف االنق ضاVض علي احلريات ذاتها. 2. القانون ذاته ال يüصنع بûشكل دميقراطي. كثري من اأع ضاء الربملان غري م ؤوهلني ملمارSسة وظيفة التûرشيع. يف هذه احلالة نüصل اإيل حالة اأطلق عليها الري داميوند- اأحد علماء الùسياSسة املرموقني-»االنتخابات بال معني«وذلك عندما يتمخ ض عن االنتخابات -حتى لو جرت بûشكل دميقراطي- برملان غري قادر علي اأداء وظائفه. وتثور الûشكوك بûس أان مترير قوانني بعينها اأو ت أاجيل البت يف مûرشوعات قوانني لùسنوات الرتباطها مبüصالح Tرشائح Vضيقة يف املجتمع وانتفاء مفهوم الüصالح العام. مثال علي ذلك ما اأTشيع يف اأعقاب اإلغاء قرارات احلاكم العùسكري بûس أان البناء علي ا أالراVضي الزراعية قبل وVضع 39

40 اإطار تûرشيعي بديل عام 2004 م. وSساعد ان ضمام بع ض رجال ا أالعمال اإيل الربملان Sسواء باالنتخاب اأو بالتعيني علي حتقيق ما يûشبه االحتكار يف جمال عملهم الرئيùسي. مثال علي ذلك ما حدث يف ق ضية احتكار احلديد املùسلح التي تناولها العديد من التحقيقات واحلمالت الüصحفية املتتالية ناهيك عن Sسلùسلة الق ضايا املتتالية التي اأUصبحت تعرف يف الüصحف مبùسميات من قبيل»نواب القروVض«. 3. الفقراء- وهم غالبية يف املجتمع املüرصي خاUصة اإذا اأVضفنا لهم بقايا الطبقة الوSسطي املت آاكلة من املوظفني- هم ال ضحايا احلقيقيون لغياب حكم القانون يف الوقت الذي تنعم فيه الفئات الüصاعدة طبقيا والنخب الùسياSسية بحüصانة فعلية يف مواجهة القانون وم ؤوSسùسات العدالة. هذه احلالة قد تقود اإيل Tشيوع ثقافة اخلوف لدى املواطن العادي وابتعاده عن املطالبة ب أابùسط حقوقه ا إالنùسانية. ي ضاف اإيل ذلك غموVض اللغة القانونية واقتüصار معرفتها علي رجال القانون الذين قد يùستغلون يف بع ض ا أالحيان جهل العامة بها وارتفاع تكلفة اللجوء اإيل م ؤوSسùسات العدالة علي نحو يجعل من الüصعب علي الفقراء وذوي الدخول املحدودة االنخراط يف نزاعات قانونية مما يرتتب عليه Vضياع احلقوق واإهدار مبداأ املùساواة يف املراكز القانونية بني املواطنني علي الüصعيد العملي. ي ضاف اإيل ذلك تكدSس الق ضايا باملحاكم نتيجة طول اأمد التقاVضي وتداخل القوانني وVضعف املùستوي املهني للق ضاة ي ؤودي اإيل Vضياع العدالة. يكمل هذه الüصورة Vضعف اجلهاز الûرشطي املنوط به تنفيذ 40

41 ا أالحكام علي نحو يجعل من ا أالحكام الق ضائية -املت أاخرة- غري ذات جدوى علي الüصعيد العملي. يف املحاكم عûرشات ا آالالف من الق ضايا الوهمية التي يحركها اأUصحابها إالرباك خüصومهم وتعطيل مùسار العدالة. يûشارك يف هذه املمارSسة غري القانونية بع ض املحامني اأنفùسهم مùستغلني غموVض اللغة القانونية وغابة التûرشيعات التي توجد يف جمتمعنا وتكدSس الق ضايا يف املحاكم. وهكذا يüصبح اللجوء مل ؤوSسùسات العدالة وSسيلة ل ضياع احلقوق اأو ت أاخرها علي نحو يجعل من احلüصول عليها غري ذي جدوى. من هنا مل يكن غريبا اأن يùسنت البع ض قانونا خاUصا هو البلطجة. اأي العودة اإيل دولة ما قبل القانون حني كان الûشخüص يحüصل علي حقه بيده اأو بالركون لعزوته وعûشريته...الخ. 4. هناك حالة ازدراء فعلي من جانب املواطن العادي بالقانون. اأبùسط مظاهر انتهاك القانون يجري يف املرور. اSسنت ا أالفراد قانونا موازيا خاUصا بهم يف قيادة الùسيارات يعتمد علي نظرات ا أالعني واإTشارات ا أالUصابع وUصيحات التنبيه ال وجود لقواعد قانونية حتكم القيادة يف الûشارع. واأUصبحت لهذه ا إالTشارات وا إالمياءات الفوVضوية قدSسية. ف إاذا وقعت حادثة ي الم الطرف املخطئ أالنه مل يفهم اإTشارة اليد التي قام بها الطرف ا آالخر. ارت ضى املجتمع تنحية دولة القانون وتطبيق قانون اآخر مواز هو قانون الفوVضى. و يعد الفùساد اأداة تùسيري هذا النظام حتى Uصار عرفا متفقا عليه واأUصبحت له Tرشعية اأكادميية ت ضاف اإيل Tرشعيته العملية وذلك يف Vضوء الدراSسات الوظيفية التي جتعل للفùساد وظيفة لتحقيق ال ضبط االجتماعي من خالل 41

42 اإعادة توزيع الدخول غري العادلة. يف املمارSسة اليومية ال يجد املواطن العادي غ ضاVضة يف اأن ميارSس املظاهر الûشكلية للتدين بالتوازي مع ممارSسة الفùساد. ال صورة اخلا صة 1. يف جمال حتقيق املواطنة القانونية جند اأنه علي املùستوي الدSستوري هناك اإقرار بحقوق املواطنة الكاملة للمüرصيني جميعا بüرصف النظر عن االختالف يف الدين اأو العرق اأو اللغة اأو اجلنùس...الخ. وعلى الرغم من اأن هذا ا إالقرار الدSستوري باملùساواة الكاملة لكل من يحمل اجلنùسية املüرصية ف إان هناك فئات تûشعر بوجود متييز- علي املùستوي القانوين- Vضدها. فمن ناحية ا أالويل يطالب قطاع عري ض من ا أالقباط واملùسلمني علي الùسواء بوجود تûرشيع موحد لبناء دور العبادة يف مüرص يعكùس املùساواة بني املüرصيني جميعا. يف الوقت احلاVرض هناك اختالف علي مùستوي ا إالجراءات القانونية املتبعة يف جمال بناء دور العبادة علي النحو الذي يجعل من بناء مùسجد Tس أانا يخ ضع للقواعد املعمول بها علي املùستوي املحلي يف جمال الرتخيüص بالبناء يف حني اأن بناء كنيùسة يتطلب قرارا SسياSسيا من رئيùس اجلمهورية ويخ ضع يف جميع مراحله لالSستقüصاء والتحري ا أالمني وقد يùستغرق ا أالمر Sسنوات طويلة حتى يحüصل ا أالقباط علي الرتخيüص ببناء الكنيùسة. يف الùسنوات ا أالخرية حدث حتول يف املوقف الرSسمي جتاه»ترميم الكنائùس«القائمة بحيث مل يعد يùستدعي Uصدور قرار جمهوري بل بات يف Sسلطة املحافظني. وعلى الرغم من ذلك فال يزال 42

43 ا أالقباط يûشعرون بوجود تفرقة Vضدهم يف بناء دور العبادة. 2. على الرغم من اأن الدSستور ينüص علي حرية الراأي واالعتقاد ف إان املمارSسة الفعلية تنكر مثل هذا احلق. فمثال تقابل حاالت تغيري العقيدة اإيل ا إالSسالم برتحاب وت أاييد- قانوين وجمتمعي- يف حني اأن حاالت تغيري العقيدة من ا إال Sسالم اإيل ديانات اأخرى كاملùسيحية ال تواجه نفùس املعاملة القانونية ويف بع ض احلاالت يتعرVض Uصاحبها اإيل تعنت الùسلطات الرSسمية. ويذهب ا أالمر اإيل ما هو اأبعد من ذلك Sسواء يف رف ض االعرتاف باملذهب البهائي وعدم الùسماح ملعتنقيه- وهم عûرشات- بتدوين اSسم هذا املذهب يف بطاقات الهوية وا أالوراق الرSسمية بدعوى اأن ا إالSسالم ال يعرتف باملذهب البهائي. وهناك -يف الوقت الراهن- حمالت»تûشهري«Vضد املذهب الûشيعي من جراء تداعيات احلرب يف العراق وت أازم املوقف يف امللف الفلùسطيني ووجود حالة اSستنفار جتاه الدور ا إاليراين يف منطقة الûرشق ا أالوSسط. 3. تعرتف الدولة ب أاديان ثالثة هي ا إالSسالم واملùسيحية واليهودية وهوالùسندالقانوينالذي يدفعبه -حتىا آالن-لرف ض االعرتاف بالبهائية نظرا أالنها تخرج عن ا أالديان املûشار اإليها. ورغم ذلك ف إان العقيدتني اليهودية واملùسيحية ال تلقيان ذات االحرتام الواجب يف وSسائل ا إالعالم والتعليم علي النحو الذي يقدم به ا إالSسالم- دين ا أالغلبية العددية من املüرصيني. وبينما هناك خلط بني اليهودية والüصهيونية يف العقلية العربية عامة واملüرصية خاUصة وهو ما ي ؤودي اإيل ا إالSساءة اإيل الديانة اليهودية علي خلفية الüرصاع العربي ا إالSرسائيلي املمتد ف إان 43

44 العقيدة املùسيحية- وهي عقيدة Tرشكاء يف الوطن من املüرصيني يقدر عددهم رSسميا بنحو %10 من الùسكان- اأي ما يقرب من ثمانية ماليني نùسمة تتعرVض اإيل ازدراء وطعن يف برامج التعليم وا إالعالم علي الùسواء يف بع ض ا أالحيان علي خلفية الüرصاع الكوين الذي تخوVضه الواليات املتحدة وحلفا ؤوها Vضد ا إالرهاب. يف الüصحف واملجالت ا إالSسالمية ويف الüصفحات الدينية املتخüصüصة يف الüصحف والف ضائيات ا إالSسالمية واملواقع االلكرتونية ينظر اإيل املùسيحية علي اأنها»ديانة حمرفة«وتعادل بالكفر والûرشك وينعت الكتاب املقدSس بالتحريف ويح ض بع ض الغالة من املنتمني اإيل ا إالSسالم الùسلفي اأتباعهم بنبذ املùسيحيني اجتماعيا وعدم تهنئتهم ب أاعيادهم اأو حتى عدم حتيتهم. بالطبع هناك حاالت يحدث فيها اإهانة للدين ا إالSسالمي Sسواء علي ف ضائيات اأو مواقع اإنرتنت ولكن مل يحدث اأن وقعت مثل هذه ا إالدانة يف ا إالعالم الرSسمي اململوك للدولة مثلما حتدث بالنùسبة للديانتني اليهودية واملùسيحية. 4. تûشكو املراأة املüرصية من عدم املùساواة القانونية يف بع ض احلاالت. يف قانون العقوبات حتابي بع ض النüصوUص القانونية الرجل. فمثال يف جرائم الزنى يûشتد العقاب القانوين علي املراأة مقارنة بالرجل يف حني اأن كليهما ارتكب اجلرم نفùسه ويùستحقان عقابا متùساويا. 44

45 45

46 46

47 ) 4 ( اإ شكاليات املواطنة ال سيا سية ما ينطبق علي املواطنة القانونية ينطبق كذلك علي املواطنة الùسياSسية ويعني ذلك اأن هناك جملة من الüصعوبات العامة التي تخف ض من مùستوي مûشاركة املüرصيني جميعا يف الûس أان العام ولكن هذه الüصعوبات ت أاخذ اأبعادا اأخري عند احلديث عن وVضع جماعات بعينها تعاين من تهميûش SسياSسي علي اأSسùس خمتلفة. يتطلب ذلك النظر اإيل الüصورتني معا: الüصورة العامة والüصورة اخلاUصة. 47

48 ال صورة العامة: هناك قاSسم مûشرتك نراه يف كل جوانب الüصورة املüرصية العامة هو»غياب املûشاركة«بجميع Uصورها بدءا من وVضع ورقة يف Uصندوق االنتخاب وانتهاء بتهرب الùسكان من حتمل املùسئولية املûشرتكة جتاه العقار الذي يùسكنون فيه. ومل تزد نùسبة املûشاركة يف االنتخابات الرئاSسية والربملانية عام 2005 م -رغم كل مظاهر احلûشد والتعبئة التي بذلت- على %25- علي اأحùسن تقدير- ممن ميلكون بطاقات االقرتاع ) 33 مليون مواطن( وعددهم ال يüصل اإيل نüصف عدد الùسكان )77 مليون مواطن(. 48

49 ما ا أالSسباب التي جعلت هذه الüصورة العامة تتûشح بالùسلبية وغياب املبادرة 1.الûشعب املüرصي مل يعد يعرف الùسياSسة منذ اأكرث من نüصف قرن. كل ما يعرفه املواطن الذي يحمل قدرا من الوعي اأن هناك حزبا حاكما دائما- بüرصف النظر عن اSسمه- قد يكون االحتاد االTشرتاكي اأو احلزب الوطني بجواره اأحزاب اأخري هامûشية يعرف اأSسماء بع ضها بالكاد وعلي اأقüصي اليمني جماعات راديكالية متثل ا إالSسالم الùسياSسي يف حالة Uرصاع ممتد مع الدولة املركزية. يف انتخابات جملùس الûشعب يكون التناحر بني اأTشخاUص وقدرات مالية واأحيانا القدرة علي البلطجة اأكرث منه تنافùسا بني برامج SسياSسية يختار من بينها املواطن. كل ذلك جعل مفهوم الùسياSسة غائبا عن ذهن املواطن الذي بداأ يتعامل مع احلياة العامة مبنطق بريوقراطي Uرصف طاملا اأن Sسمات البريوقراطية متجùسدة فيه. البريوقراطي ال يرتك موقعه ويûشيخ علي كرSسيه ويبحث دائما يف اللوائح اأكرث مما يفكر يف الواقع وي ضخم اإجنازاته ويهون من اأخطائه. ويف الواقع الùسياSسي ا أالTشخاUص يظلون يف مواقعهم- وهي ظاهرة زحفت أالحزاب املعارVضة ذاتها والوجوه يف احلياة العامة تكاد ال تتغري تتوافق حينا مüصاحلها وتتüصادم اأحيانا مûشاريعها وهناك خطاب تكاذب ال يüصمت. 2.التùسا ؤوالت الكربى تطرح يف املجتمع املüرصي يف اأVضيق نطاق يف حني اأن التùسا ؤوالت الüصغرى تهيمن علي مفردات احلياة. اأدي ذلك اإيل اأن يüصبح املجتمع يف قمته» Sساخنا«ويف اأعماقه» Sسطحيا«. تùسا ؤوالت الناSس اأكرث بùساطة مما 49

50 تتüصور النخبة املüرصية بûشتى تفريعاتها ومûشاربها. ويكفي مطالعة الüصحف حتى نعرف اإيل حد ينûشغل الناSس بق ضايا بùسيطة وتراودهم تùسا ؤوالت اأكرث بدائية مما نتخيل. بعد مرور نحو عامني من الùسخونة الùسياSسية اأي 2005 م و 2006 م ال تزال الغالبية العظمي من الûشعب املüرصي ليùست لها عالقة مباTرشة بالùسياSسة. هذه الظاهرة جعلت ما يكتب يف الüصحف من تفاعالت ومعارك Tشيئا وما يجري علي اأرVض الواقع Tشيء اأخر. اأUصبحت الùسياSسة- مبعني الùسعي للتغيري الùسياSسي- حكرا علي ب ضعة اآالف مركزهم الرئيùسي وSسط القاهرة Sسواء فيما يكتب يف الüصحف اأو ما يحدث يف Tشارع عبد اخلالق ثروت من مظاهرات ومواجهات. اأي اأن املجتمع الùسياSسي اختزل يف جمرد Tشارع. ما Sرس هذا االنùسحاب اجلماعي من احلياة العامة مبا حتويه من تفاعالت ال تخلو اأحيانا من طرافة وتûشويق وما تûشهده من معارك ال تخلو هي ا أالخرى من ابتذال واتهامات. املùس أالة بùسيطة يبلغ عدد الفقراء اأكرث من نüصف عدد الùسكان. وتقوم م ؤوSسùسات التنûشئة الدينية بزرع»القدرية«يف نفوSس الناSس فال يرون عالقة بني الرتدي املعيûشي وحتمية التغيري الùسياSسي. وم ؤوSسùسة ا أالSرسة تزرع»اخلوف«يف اأفئدة اأبنائها وم ؤوSسùسة ا إالعالم»متواطئة«تقدم رSسائل متناق ضة دينا وفهلوة وحتررا وتطرفا وجهال وTشعوذة الûشخüص ذاته الذي ميتلك ف ضائية تقدم النùساء العاريات هو ذاته الذي يقدم الفنانات املحجبات»التائبات«علي ف ضائية اأخري. وم ؤوSسùسات الùسياSسة -هي ا أالخرى- بكل اأنواعها واأTشكالها حكومية وغري حكومية تكرSس ثقافة»االSستبداد«. اإذن هذا الûشخüص ا أالمي 50

51 الفقري هو فريùسة اأSرسة» Sسلبية«واإعالم»متواطئ«وم ؤوSسùسة دينية»تواكلية«وم ؤوSسùسة SسياSسية»راكدة«... البديل الوحيد اأمامه هو االنüرصاف والبحث يف التùسا ؤوالت البùسيطة- الùساذجة اأحيانا- طاملا اأن التùسا ؤوالت الكربى اجلادة اأحيانا- ليùس له نüصيب فيها. 3.مل تعد املûرشوعات الùسياSسية تùستهوي الûشباب اأو تنال قدرا من اهتمامهم رغم اأنهم Tرشيحة اأSساSسية مهمة طاملا كان لها دور يف اإن ضاج التجارب الدميقراطية يف العديد من دول العامل من Uرصبيا اإيل اأوكرانيا مرورا بجورجيا كان الûشباب دائما حاVرضين متفاعلني يدفعون املجتمع علي طريق التغيري الدميقراطي. متردهم يقودهم اإيل ر ؤوية ا أالTشياء من حولهم مبنظور يختلف عن جيل»الكبار«الذي يùستقر يف خميلتهم ب أانه مüصدر»النüصح وا إالرTشاد«يف عامل مل يعد يروق لهم. واإذا مل ينخرط الûشباب يف Tشئون جمتمعهم ف إان ا إالUصالح الدميقراطي يف مüرص Sسيظل جمرد حديث»نخب«يف غرف مغلقة ونûشاط ملجموعة من الùسياSسيني غالبيتهم ينتمون اإيل اأجيال الùستينيات والùسبعينيات يف املقام ا أالول. الûشباب يف حالة اغرتاب SسياSسي. يجب اأن نعرتف بذلك. الهوية الوطنية Vضاقت عن اSستيعابهم فاختاروا هويات جديدة من Uصنعهم هويات تفكيكية تبعرث اأكرث مما جتمع وجتعل رحلة اخلالUص الفردي ا أالناين اأف ضل من اخلالUص الوطني اجلماعي. البع ض تنبنى هوية اSستهالكية. حتولت بطاقات االئتمان وماركة الùسيارة واSسم النادي ونوعية املنتجع الüصيفي اإيل اأداة تعريفه يف املجتمع. يتعاىل علي غريه حتى يداري اإحباطه الûشخüصي. 51

52 وفريق ثان تبني هوية اجلùسد. اأUصبح اإبراز مفاتن اجلùسد وتدليله وحماولة الùسمو علي غريه من ا أالجùساد هو قناة العبور اإيل املجتمع. اأغاين الفيديو كليب وا أالفالم الùساخنة امللتهبة مبûشاهد ا إالثارة منوذجا للهوية اجلديدة. وفريق ثالث تبني هوية ا إالنرتنت. وك أان احلوار مع الûشاTشة اأف ضل من املûشاركة اجلادة علي اأرVض الواقع. عامل جديد من احلرية والùسماوات املفتوحة ال يحتاج اإيل ت أاTشرية دخول ال رقابة وال وUصاية عليه. ميكن اأن يتجول الûشباب بحرية يف مواقع املعرفة ويكون Uصداقات عابرة للحدود والثقافات. وفريق رابع يلهث وراء لقمة العيûش. وقدميا قالوا الùسياSسة مل تخلق للجائع. وفريق اآخر ارتد اإيل الوالء ا أالVضيق بحثا عن املعني واحلماية. عاد الûشباب اإما اإيل ا أالSرسة اأو القبيلة اأو اجلماعة الدينية الطائفية. الûشباب القبطي تقوقع يف الكنائùس والûشباب املùسلم حتüصن باجلماعة الدينية واملùساجد وUصارت امل ؤوSسùسة الدينية هي كل عامله ووطنه بعد اأن تالTشي الوطن مبفهومه الواSسع. عمليا مل يعد يري قطاع من الûشباب يف الهوية الوطنية اإطارا يجمعه. فهو اإما اأSسري هوية اSستهالكية اأو غريزية اأو الكرتونية اأو معيûشية اأو دينية طائفية. الûشباب اإما عاطلون اأو مùستغرقون يف العمل اأو يفرتTشون املقاهي اأو يعيûشون يف ترف. والفئة ا أالخرية هم قلة يف مواجهة كرثة كادحة. والنتيجة اأن الûشباب ال عالقة له بالواقع اإما قùرسا اأو ترفا. احلل هو اأن يخرج الûشباب من الهويات التفكيكية التي Uصنعها لنفùسه اأو فرVضها تيار العوملة اجلارف عليه ويجد هوية جديدة جتمعه علي اأرVضية الوطن. اخلربة التاريخية تûشري اإيل اأن الوطنية حني تتالزم مع الدميقراطية تûشكل هوية جديدة 52

53 جتتذب اأول ما جتتذب الûشباب. 4.هناك حالة من التداخل يف عمل خمتلف امل ؤوSسùسات الùسياSسية واملجتمعية. تقوم كل م ؤوSسùسة بوظيفة وهو ما ي ؤودي اإيل خدمة غايات املجتمع. هناك حالة من التداخل يف وظائف امل ؤوSسùسات. فمن ناحية ال تقوم ا أالحزاب الùسياSسية بدورها يف تنûشئة املواطنني علي املûشاركة وخوVض املنافùسة الùسياSسية. اأما النقابات املهنية فقد تركت وظائفها التي قامت من اأجلها وهي حماية ممارSسة املهن وتطويرها اإيل ممارSسة عمل SسياSسي يف ظل هيمنة تيارات ا إالSسالم الùسياSسي عليها. ويف Vضوء تراجع م ؤوSسùسات املجتمع عن القيام بدورها حتولت امل ؤوSسùسة الدينية اإيل م ؤوSسùسة امل ؤوSسùسات تقوم بوظائف كل امل ؤوSسùسات: تعليمية واجتماعية وطبية واإنùسانية وترفيهية اإيل جانب لعب دور SسياSسي. من اأهم اأSسباب Vضعف املواطنة الùسياSسية )اأي املûشاركة( غياب املنافùسة الùسياSسية والتي ميكن توVضيح مالحمها كالتايل: 1 -هناك اإفراط يف القيود القانونية املفروVضة علي دخول الفاعلني الùسياSسيني- با أالخüص ا أالحزاب الùسياSسية. اأدي ذلك اإيل وجود كيانات حزبية هûشة ال تùستند اإيل قاعدة اقتüصادية اجتماعية مثل اأحزاب املعارVضة الهامûشية يف الوقت الذي توجد فيه قوي SسياSسية لها قواعد Tشعبية ليùس لها تنظيم حزبي. توUصف هذه القوي يف ا أالدبيات الùسياSسية باملحجوبة عن الûرشعية وهى يف ا أالSساSس ا إالخوان املùسلمون والûشيوعيون ي ضاف اإليهم التيارات التجديدية يف احلركات الùسياSسية 53

54 القائمة وبالتحديد مûرشوعا حزبي الوSسط والكرامة. 2 -ال تتمتع ا أالحزاب الùسياSسية مبùساحة من احلركة علي مùستوي اجلماهري مما اأدي اإيل حüصارها يف املقار احلزبية واقتüصار حركتها علي اإUصدار Uصحف»حمدودة التوزيع«مما اأدي اإيل غيابها الكامل علي مùستوي الûشارع الùسياSسي وعدم 54

55 قدرتها علي التفاعل مع املواطن العادي يف املجتمع. 3 -هناك خطاب مناه ض للمعارVضة الùسياSسية بüصورة عامة يف بع ض منابر ا إالعالم واإن قلت حدته يف العامني ا أالخريين مع حالة االنفتاح ا إالعالمي النùسبي علي مùستوي ا إالعالم املرئي واملكتوب وااللكرتوين. قاد ذلك اإيل حالة عدم ثقة يف ا أالحزاب الùسياSسية علي املùستوي اجلماهريي. ولو ت أاملنا ا أالفالم الùسينمائية التي طرحت للتدليل علي فùساد العهد الùسابق لثورة 1952 م Sسنجدها تربط -بüصورة اأو ب أاخرى- بني ممارSسة الùسياSسة احلزبية والفùساد وعدم القدرة علي خدمة املüصالح الوطنية العامة واالنكفاء علي املüصالح الûشخüصية ال ضيقة. 4 -تعاين ا أالحزاب الùسياSسية من فقر الدميقراطية الداخلية وهو ما اأدي اإيل كرثة االنûشقاقات يف Uصفوفها وخروج عدد من الكوادر من اأبنيتها وما Tشهده عملية انتقال القيادة يف حزب الوفد من اأعمال عنف وبلطجة اأدي اإيل تûشويه الظاهرة احلزبية بüصورة عامة. يف الوقت الذي تطالب فيه ا أالحزاب بالدميقراطية والتداول الùسلمي للùسلطة جند اأنها يف تكوينها وSسلوكها غري دميقراطية تنزع دائما للûشمولية. 5- هناك حالة من التداخل بني الدولة واحلزب احلاكم بحيث حتول كالهما اإيل مرادفني علي الüصعيد العملي. اأدي ذلك اإيل توظيف مقدرات اجلهاز ا إالداري للدولة- هي مملوكة بحكم التعريف لكل املواطنني- لتحقيق مüصالح SسياSسية Vضيقة للحزب احلاكم وا أالفراد املرتبطني به وTشبكات املüصالح املتحالفة معه. يبداأ ذلك من تخüصيüص الùسيارات اململوكة 55

56 للدولة خلدمة احلزب احلاكم ورجاله وانتهاء بتحول الüصحافة القومية اإيل اأبواق للحديث عن نûشاط احلزب احلاكم وقد ميتد ا أالمر ليûشمل الهجوم والتûشهري باملعارVضة ورموزها رغم اأن هذه الüصحف متول من ميزانية الدولة التي ميولها دافع ال رضائب املüرصي Sسواء املوايل للحكومة اأو املعارVض لها اأو غري املكرتث بالùسياSسة وهم ا أالغلبية الùساحقة. ال صورة اخلا صة : 1 -تعاين فئات عديدة من عدم القدرة علي التمثيل الùسياSسي يف املجالùس املنتخبة مثل جملùسي الûشعب والûشورى واملجالùس املحلية وغريها. هذه الفئات تواجه متييزا علي مùستويات عديدة. هناك فئات تواجه متييزا علي مùستوي ديني حيث يüصعب علي ا أالقباط الوUصول اإيل الربملان باالنتخاب ويùستعاVض بدال منه بتمثيل ا أالقباط عن طريق التعيني وعادة ما يدين ا أالقباط املعينون بالوالء للحكومة اأكرث من كونهم ممثلني ل أالقباط. وهناك فئات تواجه متييزا بùسبب النوع مثل النùساء الالتي يعانني من Uصعوبات جمة يف الوUصول اإيل الربملان يف ظل Sسيادة ثقافة ذكورية. وهناك فئات تعاين من عدم القدرة علي التمثيل الùسياSسي بùسبب الوVضع االجتماعي االقتüصادي مثل الفقراء واآخرون بùسبب تراجع التüصويت علي اأSساSس اإيديولوجي مثل التيارين الليربايل واليùساري. 2 -تعاين فئات عديدة من عدم الوUصول اإيل مواقع SسياSسية يف املجتمع وفق معايري خمتلفة. هناك وظائف قيادية يف جهاز الدولة -الùسياSسي والبريوقراطي- ال يüصل اإليها ا أالقباط 56

57 وهي املناUصب نفùسها التي ال تüصل اإليها املراأة. ونظرا للتداخل الûشديد بني جهاز الدولة واحلزب احلاكم ف إان هناك مناUصب SسياSسية يجري تخüصيüصها علي اأSساSس من الوالء الùسياSسي اأكرث من الكفاءة وهو ما يدفع اأUصحاب االجتاهات املعارVضة اإيل خارج Sسياق املنافùسة علي تويل هذه املناUصب. T-3 شيوع خطابات دينية حت ض علي الùسلبية والعزوف عن املûشاركة. بع ض هذه اخلطابات جندها يف ا أالوSساط املùسيحية التي نتيجة االSستبعاد والتهميûش جل أات اإيل التعلق ب»الوطن الùسماوي«علي حùساب»الوطن ا أالرVضي«. هذه اخلطابات جندها يف بع ض اأوSساط ا إالSسالم الùسياSسي الùسلفي الذي ينûرش خطابا دينيا متزمتا ويف املقابل يعزف عن املمارSسة الùسياSسية. 57

58 58

59 ) 5 ( ملاذا أاكون»مواطنا«بعد هذا الùرسد املطول حول مفهوم املواطنة اأبعاده مظاهره مûشكالته وجتلياته Sسيكون بديهيا طرح Sس ؤوال اأSساSسي هو: ملاذا املواطنة هل Vرضوري اأن اأكون مواطنا وملاذا دائما تتüصدر الدعوة اإيل املواطنة اخلطابات الùسياSسية وا أالحاديث ا إالعالمية واملواقف العامة تكون مواطنا ل أالSسباب التالية : 1.الثقة فى النف س اإحدى فوائد املواطنة هي الثقة يف النفùس واأعني بذلك اأن 59

60 يثق املواطن يف قدراته ويعيûش منتميا ال منعزال مûشاركا وليùس متفرجا. هناك دائما فرق بني الالعب واملتفرج. الالعب يûشارك يف تقرير مüصري املباراة اأما املتفرج فليùس له اإال الüصمت اأو الهتاف. يف اأحيان كثرية نحن نواجه اللحظات امل ؤوملة من غياب العدالة اإما بابتالع الظلم اأو بالüرصاخ الذي تتداخل فيه ا أالUصوات. املطلوب ليùس هذا اأو ذاك. ممارSسة املواطنة تخرج الûشخüص من دائرة التهميûش اإيل حيز الفعل. يف اأحيان كثرية يرتبط الفعل بقدرة ا إالنùسان علي مواجهة التمييز الذي ميارSسه املجتمع اأو بع ض Tرشائحه Vضد بع ضهم البع ض. بع ض الرجال ميارSسون متييزا Vضد النùساء وبع ض املùسلمني ميارSسون متييزا Vضد املùسيحيني وبع ض املùسيحيني واملùسلمني ميارSسون متييزا Vضد بع ضهم بع ضا علي خلفية االختالف يف املذهب اأو املعتقد الديني وبع ض ا أالغنياء ميارSسون متييزا Vضد الفقراء...الخ. دوائر التمييز تتùسع وتتقاطع اأحيانا وتتوازي اأحيانا اأخري. ولكن يف كل ا أالحوال ال ميكن كùرس حلقة التمييز املفرغة ما مل يقف املواطن يف وجه التمييز ويقول»ال«يف وجه التعنت والظلم وغياب العدالة. حتتاج املواجهة اإيل Tشجاعة وثقة بالنفùس وهو اأمر يزرعه مفهوم املواطنة يف الفرد من خالل الت أاكيد علي املùساواة القانونية بني املواطنني وحقهم يف املûشاركة يف الûس أان العام ومùساهمتهم يف تطوير جودة احلياة. 60

61 .2 صوت فى احلياة املواطنة جتعل للمواطن Uصوتا يف تقرير Tشئون جمتمعه. يعني ذلك عدة اأمور. اأوال Uصوتا انتخابيا يف اختيار الûشخüص اأو احلزب اأو االئتالف الذي يري اأن برناجمه يحقق Uصالح 61

62 الوطن من وجهة نظره. وثانيا Uصوتا حماSسبيا يف مùساءلة من انتخبهم الûشخüص لتويل موقع SسياSسي علي طبيعة اأدائهم لدورهم هل اأUصابوا اأم اأخط أاوا. وثالثا Uصوتا عقابيا يطول كل من اأSساء يف ممارSسة وظيفته العامة بانتخاب غريه يف اأقرب فرUصة انتخابية. ورابعا Uصوت الثقة بتجديد اختيار من Sسبق انتخابهم واأثبتوا نزاهة واSستقامة وكفاءة يف اأداء وظائفهم. هذه التنويعة من ا أالUصوات ميارSسها املواطن علي مùستويات عديدة بدءا من احتاد املالك يف العمارة التي يùسكن بها مرورا باملوظفني الذين تكتظ بهم دواوين احلكومة وانتهاء باالنتخابات العامة. احلياة اختيارات متالحقة ومتنوعة. وكل مواطن له Uصوت يف هذه االختيارات. من يتقاعùس عن ا إالدالء بüصوته فهو يعني اأنه يتùسبب يف انتخاب Tشخüص غري كفء وا إالبقاء علي فاSسد يف موقعه وحرمان Tشخüص اأكرث نزاهة وكفاءة يف تويل منüصب يùستحقه. 3.تطوير احلياة املواطنة توفر مùساحة للمواطن كي يعمل علي تطوير نوعية احلياة يف املجتمع. تتطور وتتقدم املجتمعات بجهود اأبنائها جميعا. اإذا تقاعùس بع ض منهم عن املùساهمة يف جهود التطوير ينتكùس املجتمع وت ضطرب اأحواله. احلياة تعج باملواهب وا إالمكانيات. هناك من يقدم مûرشوعا اقتüصاديا واآخر يقدم عمال فنيا وثالث اإنتاجا اأدبيا ورابع برناجما SسياSسيا الخ. يف كل جمال من جماالت احلياة تتنوع الر ؤوى وتختلف ا آالراء. ال يجب اأن نرتك الùساحة خالية من التنوع نقدم بع ضا منه فقط 62

63 ونحرم املجتمع من البع ض ا آالخر بùسبب انùسحابنا وي أاSسنا وعدم رغبتنا يف املùساهمة يف جودة احلياة يف هذا املجتمع. التنوع ميزة وتعدد ا آالراء يجعل من اليùسري علي اأUصحاب القرار اأن يروا الüصورة بعيون خمتلفة ويجعل من الüصعب عليهم جتاهل راأي حلùساب اآخر اأو تف ضيل وجهة نظر بدعوى عدم وجود»البديل«. 63

64 64

65 ) 6 ( املواطنة»املرفو ضة«! ولكن ماذا لو كنت Tشغوفا ب أان يكون لك Uصوت ومùساهمة يف املجتمع يف حني اأن املمùسكني بزمام ا أالمور ال يùستمعون اأو يرف ضون وجهة النظر البديلة اأو يعاقبون من يقول راأيا خمتلفا ماذا اأفعل يف مواجهة من يريد الفرد رعية وليùس مواطنا متفرجا وليùس العبا Uصامتا وليùس متحدثا خفي ض الüصوت وليùس متحدثا Sسلبيا وليùس مûشاركا منùسحبا وليùس فاعال كيف اأعيûش املواطنة ا إالجابة عن كل هذه التùسا ؤوالت املتûشابكة ليùست Sسهلة ولكن من ال رضوري التفكري فيها واالTشتباك معها. 65

66 1.املواطنة ليùست قرارا يتخذ يف مواجهة موقف اأو منحة تعطي مرة واحدة ولكنها عملية ممتدة تتقدم حينا وتتقهقر حينا اآخر. يف كل ا أالحوال هي عملية مùستمرة مرتاكمة. هذه هي خربة املجتمعات التي حققت املواطنة نüصا وفعال. اSستغرقت هذه العملية فرتة زمنية حتى اSستقرت ا أالوVضاع القانونية للمواطنني واأرSسيت دعائم نظام SسياSسي يقوم علي املûشاركة ونظام اجتماعي يقوم علي العدالة. ومل يحدث ذلك اإال بعد رحلة ن ضال طويلة Tشارك فيها كل املواطنني وكان من ال رضوري اأن يحدث ذلك يف نهاية املطاف»ثمرة كفاح«مûرشوعة لكل اأبناء املجتمعات املتقدمة. 2.املواطنة ليùست خيارا Sسهال هناك اأعداء كثريون يرتبüصون بها. ومن الüصعب تüصور اأن مت ضي رحلة املواطنة دون اأن ترتطم بها عقبات عديدة. هناك جمموعات من املواطنني تûشعر بالùسمو واالSستعالء علي غريها أالSسباب تاريخية اأو دينية اأو مذهبية اأو عرقية اأو ثقافية...الخ. ه ؤوالء لن يقبلوا خيار املùساواة مع غريهم بùسهولة. اإذا نüص القانون علي املùساواة بني املواطنني Sسنجدهم يف الواقع العملي يواUصلون ممارSسة التمييز. من هنا ف إان ا إالميان باملواطنة وا إالUرصار علي ممارSستها ي ؤودي يف نهاية املطاف اإيل تغيري هذه العقلية االSستعالئية ويقود اإيل حالة من»التواVضع املجتمعي«و«القبول ا إالنùساين ل آالخر املختلف«علي قاعدة االحرتام املتبادل. 3.املواطنة ليùست نهجا م أامونا. هناك من يري يف املواطنة»خطرا «ينبغي اإزالته. احلكومات املùستبدة ال تريد اأن تري ا أالفراد يف موقع»املواطن«قدر ما تبغي حûرشه يف خندق 66

67 »الرعية«. بالطبع فهي ال تري اإال نفùسها وال تùسمع اإال Uصوتها وال تقبل اإال ما يروق لها. وبالتايل ف إان املواطن الواعي حلقوقه وواجباته الناقد واملûشارك الراغب يف انتخاب حكامه ومùساءلتهم لن يكون»مقبوال«لدي احلكومات املùستبدة التي Sستلج أا بالت أاكيد اإيل اإفزاعه وترويعه واإخراSس Uصوته ودفعه اإيل مقاعد املتفرجني الùسلبيني. 4.املواطنة ليùست اختيار املقهور دائما. قد تùستغرب من هذا ولكن هذه هي احلقيقة. يف اأوقات كثرية جند»املقهور«يف ضل حالة الالمواطنة أالSسباب اأخري. اجلماعة الدينية- ا إالSسالمية واملùسيحية- التي ت أاخذ املواطن يف كنفها بعيدا عن الدولة تف ضل اأن يعيûش هذا الûشخüص حالة الالمواطنة. واملراأة التي تربي اأبناءها الذكور علي االSستعالء علي الفتيات تفعل ذلك بدافع باطني يري اأن املراأة كائن اأقل اأو علي اأحùسن تقدير غري مùساو للرجل. 5.املواطنة ليùست منهجا تربويا مقبوال. يف املجتمعات التي تفتقر اإيل الدميقراطية يكون اختيار م ؤوSسùسات التنûشئة هو تربية ا أالجيال املتالحقة علي»اخلنوع«و«اخل ضوع«وليùس»املûشاركة«و«حرية الراأي«. هذا النمط من التكوين نراه يف ا أالSرسة وامل ؤوSسùسة الدينية واملدرSسة واجلامعة ودواوين احلكومة...الخ. الكل يدفعون الفرد كي يكون خامال Sسلبيا مهمûشا باختياره واإرادته. البع ض يلج أا اإيل هذه التنûشئة بدافع اخلوف علي ا أالجيال الûشابة والبع ض ا آالخر يزرعه قùرسا لتمديد حالة االSستبداد وجتريف الدميقراطية من املنبع اأي نزع الûشعور باملواطنة وتüصفية احلاجة اإيل ممارSستها. 67

68 68

69 ) 7 ( أاريد املواطنة اأعداء املواطنة كرث.. ولكن هناك مùستلزمات اأSساSسية ل إالUرصار علي ممارSستها والùسعي الدءوب لتجùسيدها علي اأرVض الواقع. الوعي أاوال حتتاج ممارSسة املواطنة بûشتى Uصورها اإيل وعي. املواطنة القانونية- اأي املùساواة يف احلقوق والواجبات- حتتاج اإيل اإملام باحلقوق املكفولة للمواطن. واملواطنة الùسياSسية- اأي املûشاركة يف الûس أان العام- تتطلب معرفة باخلريطة الùسياSسية ل أالحزاب واجلماعات الùسياSسية والق ضايا املتداولة يف احلياة 69

70 العامة. واملواطنة االجتماعية- اأي الùسعي للحüصول علي اخلدمات العامة- تùستدعي معرفتها- اأوال- ثم الùسعي اإيل املطالبة بها. اإذن يûشكل الوعي»البنية ا أالSساSسية«للمواطنة الذي بدونه يظل املواطن»متفرجا«حتى لو كان Tشغوفا باملûشاركة. يتولد الوعي من متابعة الüصحف والف ضائيات ومواقع ا إالنرتنت والندوات العامة...الخ. ويحمل عüرص املعلومات ميزة التدفق املعلوماتي غري املùسبوق وتالزم الüصورة مع اخلرب واحلدث مع ا إالعالن عنه وتعدد مüصادر املعرفة. كل ذلك خلق بيئة ميكن للمواطن فيها اأن يعيûش واعيا. ويحتاج الوعي اإيل»عقل نقدي«يùستقي املعلومة يحللها ويüصنفها وميارSس النقد لها. هذا هو الùسالح احلقيقي يف جمتمع الùسماوات ا إالعالمية املفتوحة. احرتام املواطن لدوره يف املجتمع يùستند اإيل قدرته علي ممارSسة النقد فال يغرر به اأحد وال توجه حركته يف املجتمع Tشائعة اأو معلومات مغلوطة اأو يجد نفùسه جمرد»نفر«يف قطيع SسياSسي. وكلما ارتفعت معدالت الûشفافية تطلب ا أالمر تربية علي العقل النقدي والقدرة علي احلüصول علي املعلومة وحتليلها والت أاكد من دقتها قبل اتخاذها اأSساSسا لتكوين الراأي واملمارSسة. التنظيم ثانيا املواطنة تخاطب الفرد وكل مواطن مطالب ب أان ميارSس مواطنته يف املجال العام. وعلى الرغم من ذلك ف إان من Sسمات املجتمع احلديث هو القدرة علي التنظيم املدين. هذا ما يجùسده مفهوم راأSس املال االجتماعي Social Capital حيث يقوم 70

71 ا أالفراد املواطنون ب إانûشاء روابط ومنظمات مدنية ب إارادتهم احلرة تعرب عن قناعاتهم ور ؤواهم ويùسعون من خاللها لتحقيق مüصاحلهم املûشرتكة. هذه امل ؤوSسùسات املدنية تنûس أا علي اأSساSس من الثقة واالحرتام املتبادل وتتحول اإيل هيئات تدار دميقراطيا بواSسطة اأع ضائها. يتعلم فيها املواطنون كيف ميارSسون الدميقراطية ينتخبون وي نتخبون ينتقدون وي نتقدون يùس أالون ويù س أالون يحاSسبون وي حاSسبون. يكتùسبون ثقافة مدنية جديدة تقوم علي النقاTش واحلوار وقبول ا آالخر املختلف والتعددية. تûشكل جميعها ثقافة املجتمع احلديث الذي ال يùستبعد اأحدا بل يثمن كل راأي ويقدر االختالف بوUصفه مüصدرا للرثاء اأكرث من كونه عامال للتفرقة. هذه هي الثقافة التي ينبغي اأن حتكم عمل املنظمات غري احلكومية والنقابات وا أالندية والروابط املهنية...الخ. من هنا ف إان املجتمع احلديث ال يعرف تüصنيف املواطنني علي اأSساSس اللون اأو النوع اأو الدين اأو العرق هذه كلها تعرب عن Sسمات جمتمع تقليدي ما قبل احلديث ولكن يعرف املجتمع احلديث التمايز واالختالف علي اأSساSس املوقع الùسياSسي اأو االجتماعي اأو الثقايف حيث يüصبح رجال ا أالعمال مهما اختلفت مذاهبهم ومûشاربهم فريقا واحدا جتمعه مüصالح مûشرتكة ويتحول اأهل كل مهنة- مهما تباينت اأديانهم وجنùسهم- جماعة مهنية واحدة جتمعهم املüصالح ذاتها وهكذا. يف هذه احلالة يùستطيع املواطن اأن يجد وعاء م ؤوSسùسيا اأوSسع يعرب من خالله عن اآرائه ومüصاحله ومûشكالته وهمومه. يبلورها يف Tشكل حمدد ويناVضل علي اأرVض الواقع من اأجل حتقيقها. 71

72 املجال العام املدين ثالثا يجب اأن يكون املجال العام مدنيا مفتوحا لكل املواطنني مهما اختلفت اأديانهم ومذاهبهم اأو تنوعت مûشاربهم الùسياSسية اأو تباينت مواقعهم االجتماعية. الكل يجد نفùسه يف املجال العام. ونعني باملجال العام امل ؤوSسùسات الùسياSسية والنقابية وا أالهلية املنظمات البريوقراطية املدنية وا أالمنية وSسائل ا إالعالم ومنافذ التعبري يجب اأن تعامل جميعا املواطنني علي قدم املùساواة. من هنا ال يحق أالي فüصيل SسياSسي- مثل ا إالSسالم الùسياSسي- اأن يختطف املجال العام حلùسابه يغلقه علي نفùسه يفرVض عليه تüصوراته ويجرب ا آالخرون علي مùسايرة منوذجه. واحلرUص نفùسه يجب اأن يالزم احلكومة ذاتها التي ال يüصح اأن متنع اأو حتاUرص اأي تيار SسياSسي اأو فكري عن التعبري عن نفùسه والرتويج أالطروحاته. وينùسحب ا أالمر ذاته علي املنظمات البريوقراطية- Sسواء كانت املدنية اأو ا أالمنية- فال تفرق بني مواطن واآخر وال حتابي جماعة علي اأخري وال جتعل فريقا من املواطنني يواجه عنتا اأو متييزا بùسبب انتمائه الديني اأو الùسياSسي اأو الفكري. وال يحق للم ؤوSسùسة الدينية اأن متارSس لونا من املüصادرة إالنتاج املثقفني والفنانني. الكل Sسواء يف املجال العام أالنه املجال احليوي ملمارSسة املواطنة. يعرب الكل عن اآرائه ومواقفه ومüصاحله يف اإطار من احرتام القانون الذي يطبق بحزم علي اجلميع دون حماباة اأو متييز اأو تفرقة. املواطنون يجب اأن يكونوا حريüصني علي مدنية املجال العام متنبهني اإيل حماوالت الهيمنة عليه من احلكومة اأو احلزب احلاكم اأو 72

73 ا إال Sسالم الùسياSسي اأو القوي الùسياSسية ا أالخرى. التم سك بالوطن رابعا اأحد اأهم التحديات التي تعرتVض Sسبيل املواطنة هو Tشيوع ما ميكن اأن نطلق عليه»ا أالممية الدينية«تتخطي حدود الوطن ذاته وتربط ا إالنùسان بوTشائج وروابط»كونية«اإن Uصح التعبري. املواطن يرتبط ببقعة جغرافية حمددة وحدود مرSسومة وجنùسية معروفة. املüرصي مüرصي وا أالمريكي اأمريكي والفرنùسي فرنùسي والùسعودي Sسعودي واملاليزي ماليزي. وهكذا. هناك ا آالن دعاوى تتمرد علي مفهوم»الوطن«ذاته وتعتربه»قيدا«اأكرث من كونه مùساحة جغرافية ملمارSسة حقوق املواطنة. ويف راأيهم اأن ا أالديان Uصارت اأوطانا ويüصبح اأبناء الدين الواحد يف Tشتي بقاع ا أالرVض اأبناء وطن واحد. املùسيحي املüرصي يûشارك املùسيحي ا أالمريكي معتقدا واحدا فيüصبحان اأبناء»اأمة مùسيحية واحدة«واملùسلم املüرصي يûشارك املùسلم ا إالندونيùسي معتقدا واحدا فيüصريان اأبناء»اأمة اإSسالمية واحدة«. اأين الوطن اأين التاريخ املûشرتك بني اأبناء ا أالوطان الواحدة اأين االختالف الثقايف كل ذلك ال اعتبار له طاملا اأن»الدين«حتول اإيل وطن اأكرث من كونه اإميانا اأو عقيدة. هذا ا أالمر يختلف عما يرتدد حاليا من حديث حول»املواطن العاملي«. الذي يقول اإن هناك -اليوم- مواطنة عاملية يف Uصورة تقارب الثقافات والûشعوب يف ظل تيار العوملة الكاSسح ال يلغون اأو يتùسامون علي املواطنة القومية وحق الûشعوب يف اأن 73

74 يكونوا مواطنني يف دولة قومية لها علم ونûشيد وطني وتاريخ وثقافة ومùستقبل يحلم به اأبنا ؤوها. من هنا ف إان ا أالمر يحتاج اإيل متùسك حقيقي مبفهوم الوطن وعدم الت ضحية به قربانا ل أالممية الدينية. 74